فى أحد الليالى قارسة البرودة كنت أتجول لتفقد المنطقة التى أعيش فيها متخذاً العشوائية طريقتى فى التجول حيث كنت أنتقل من منطقة الى أخرى بلاهدف ولكننى كنت أشعر بالغربة كلما دخلت منطقة جديدة وكان يدفعنى الفضول للبحث عن خبايا المنطقة أكثر وأكثر لذلك كنت أبعثر نظراتى فى كافة أنحاء المكان الى أن أستقر بى الحال أسفل شجرة كنت أراقب من خلالها سقوط قطرات المطر التى كانت فى البداية متشابكة مع بعضها البعض ثم لاتلبث الى أن تفترق فى النهاية على أحد غصون الاشجار أو على الارض وقد ذكرتنى بحالي وأستعدت معها ذكرياتى الماضية مع أحلامى الميتة التى كنت متشابكاً معها منذ البداية ثم أفترقنا ولا أعرف من الذى تخلى عن الاخر ....... أتخليت أنا عن أحلامى وتركتها دون تحقيق أم ابتعدت هى عنى وتركتنى أبحث عنها فى سراب وفى اثناء انشغالى بالتفكير فى أحلامى الميتة جذبتنى قوة خفية الى ناحية ما فرأيت فتاة من بعيد تجلس بمفردها جذبنى جمالها ولعب معى الفضول دورة للمرة الثانية ووجدت خطواتى تتجة اليها مهرولاً الى أن أستقرت أقدامى أمامها وعندما تأملتها وجدتها ترتدى ملابس خفيفة لاتتناسب مع تلك البرودة القارسة ولها وجة طفولى يحمل من البراءة والعاطفة ما لم ألمسهما فى أحد منذ زمن بعيد , وتجلس فى سكون رهيب فأنتابنى شعور بالشفقة وخفق قلبى بشدة وقد شعرت للحظة ما أنها عمياء فلم تظهرأى اهتمام بوجودى لذلك عقدت العزم على أن أتحدث اليها ووجدت نفسى تتخيل الحديث وتنسج خيوطة كأنة بين فتاة ورجل فقط
الرجل للفتاة: :أيمكننى مساعدتك.....
ولكنها ظلت صامتة ومرت لحظات صمت بينهما ثم عاود الرجل سؤالها مرة أخرى ولكن تلك المرة بحدة
الرجل بحدة : ... هل حدث شيىء ما !
الفتاة :لن تسطيع مساعدتى
الرجل: أفهم من ذلك أنكِ شعرتى بوجودى منذ البداية
الفتاة : نعم
الرجل: اذن لماذا لم تجيبينى
الفتاة: أتخذت الصمت اجابة
الرجل : وهل أصبح الصمت اجابة
الفتاة :أعتقد أنة أفضل اجابة
الرجل :ربما بالنسبة لك...
الفتاة : وبالنسبة لك
الرجل فى تعجب: أخبرينى ماذا تفعلين!!
الفتاة :أتأمل
الرجل :وماذا تتأملين؟؟؟
الفتاة : أتأمل الحياة والدنيا ..
الرجل : تتسائل نفسى ما الذى يجعل فتاة فى مثل سنك أن تترك منزلها وتجلس بهذة الملابس الصيفية لتأمل الحياة؟
الفتاة : الحياة والدنيا فلتذهب وتخاطبهما
الرجل :أريد أن أخاطبك أنت ...... أخبرين ما سنك؟
الفتاة : 19 عاماً ولكننى أعتقد أننى عشت 150 عاماً.
الرجل : وأنا أعتقد أنكِ عشتى 300 عاماً
الفتاة : وربما أزيد.
الرجل :أود أن أعرف ما الذى يؤرقك فى الحياة والدنيا
الفتاة: الحقيقة هى التى تؤرقنى ..... حقيقة الحياة والدنيا
الرجل: ولكننى أعتقد أن الحياة هى الدنيا والدنيا هى الحياة أعندك شك فى ذلك .
الفتاة : ربما بالنسبة لك
الرجل :اذن أخبرينى أنت ما الاختلاف بينهما .
الفتاة : لن أستطيع فلا زلت أتأملهما .
الرجل :أخبرينى كيف تتأمليهما
الفتاة : ما زلت أبحث عن طريقة أتاملهما بها .
الرجل : ستجعلينى أفقد صوابى
الفتاة : أنت بالفعل قد فقدتة منذ زمن بعيد ولكنك لاتشعر
الرجل : وأنتِ فقدتى عقلك
الفتاة : ربما كان ذلك فى صالحى .
الرجل: أشعر أننى أعرفك منذ زمن بعيد
الفتاة : وأنا أشعر بأن عْلى الرحيل الان
الرجل : أنتظرى .....أود ... أود .... أن ......
ولكنها أختفت فجأة وأدركت لحظتها أن الامطار خمدت وأن علىْ الرحيل ......................................................................................
2 comments:
ولا أعرف من الذى تخلى عن الاخر
عجبتني اوووي الكلمه ديه
بس للاسف مجمل الموضوع انا مفهمتوش
هى قصة رمزية شوية و عموماً بتتكلم عن الحياة وأزاى الأنسان بيكون ضايع فيها والضياع دة بيكون فى الأحلام وكمان فى الواقع يعنى هتلاقية مش عارف يفرق بين الحياة والدنيا وكمان بيمشى بطريقة عشوائية يعنى ملوش هدف محدد و البنت اللى كان بيكلمها دى نفسة مش بنت فعلاً وانا عملتها بنت لأن نفس الأنسان ضعيفة .. يعنى يا محمود لو قرأيت القصة تانى هتتوصل أنت بقى للى خلاة ضايع بقى كدة او ملوش هدف كدة .
=)
.
Post a Comment